الجمعة، 25 ديسمبر 2015

(رأتك في المنام أمي)

رأتك في المنامِ أمي .....رأتك تقلبين أوراقي 
و بيدك قلمٌ مقصٌ ممحاةٌ لطمسِ أشعاري
رأتك في المنامِ أمي ....حلمًا أو كابوس
أقلقها أفزعها أبقاها ساهرةً و تعاني
رأتك.... بقايا امرأة في دائرةٍ مغلقةٍ .... تمسخها أقدارٌ...
....  تحميها فرسانٌ من ورقْ
و رأتني حزيناً من وسطِ ضجيجٍ في غاب ٍ..من ضحكٍ.. من سُكرٍ ومهازلْ
و هناك ....و من بيننا شيطانٌ يهذي.... يهوى قرع َالأجراس 
قالت في صمتْ ...لا يهم ..... قالت في نفسها أمي
غير أنه صمتٌ أوحى بعاصفة ٍتهز ُاوكارّ الوجوم 
فحين رأتني بقيدٍ في عنقي
و سوارٍ في يدي 
يهوي بي نحو  اروقةٍ من ضياع 
صرختْ أمي بقيثارةِ حزنٍ تبحث عن طفلها
بين أكوامِ الترابْ و استغاثاتِ الوداع ....ابني .... ابني 
عندها افقتُ أنا و نظرتُ إليك ....لعلي اجد قبساً من حلمِ الأيام
 فضحكتي ضحكتي  ....حتى أبكاكَ الضحك 
و تراجعت بخطى للوراء.... و أنتِ  على شفيرٍ و حافةُ 
لترقدي في قبرٍ أعددته لفتاكِ الوحيد 
قالوا سقطتْ ..... سقطتْ
عندها تعالتْ الأصوات ....و سالَ الضحك ُ ليملأ الأجواء ....
من أفواه من قالوا انهم حماةُ الجسدْ 
نعم نعم..... انهم فرسانٌ من ورقْ

لكنها لم تسقط رغم أنه مرَ وقتٌ طويلْ 
فقد كان هناك رف منزوي ..كسيرٌ و هزيلْ
استجمع قواه .....قامرَ بحياتِه كي لا تموتْ 
أسندها.. أبقاها ...أعطاها بدراً يدلُ على الطريقْ

عندها تبسمتُ أنا....
و غادرتُ ملتحفاً بأشلاء امرأة ذبحتها الأوهام 

قلت أمي :- أتدرين ما ذاك الرف المنزوي !!
قد كان ... بقايا بيتٍ من بيوت أشعاري