الأحد، 5 مارس 2017

( حب لا يُوصف )
دخل عليها وهي تتحدث مع إحدى صديقاتها، وتتجاذب معها حديثاً أمتعه سماعه، وبطبيعة الحال، كان يسمع ردودها فقط، وكلها من جمال عشقها له. أرخت هاتفها ونظرت إليه بعينين تملأهما الرضا، فبادرها بفضولٍ، مع من كنت تتحدثين؟
كنت أتحدث مع ريم، كانت تحكي عن جارتها، وكيف أنها تتفنن في عشق زوجها وتخلص في خدمته وتضرب مثلاً بروعة استقبالها له، خاصة عند عودته من سفره، والذي تكرر كثيراً في الآونة الأخيرة، نتيجة توسع تجارته لمدن أخرى يشرف عليها بنفسه، فتودّعه باكية لفراقه، لاهجة بالدعاء له بالتوفيق، ومهيأة نفسها حال عودته بارتداء الجديد الفاتن، وبحفلة تجدد فيها حبها له بأطايب الطعام والشراب وأصابع الشمع الحمراء.
وفي سفرته الاخيرة، اشتد اشتياقها له، رغم حديثها معه باستمرار و متابعته في كل حركاته وسكناته. ومن لوعة الشوق ضاق عليها المنزل، فطلبت من أخيها أن يأخذها للشاطئ، لتروح عن نفسها بعد ذهاب الأطفال للمدرسة، وعند الشاطئ  تذكرت حب زوجها لمطعم اعتاد ان يأخذها اليه، فاقترحت على أخيها أن يأخذها لذات المطعم لعل خيال البارحة يريح حاضر اليوم، وعند وصولهما للمطعم رأت شخصاً يغادره، ممسكاً بيد زوجته الحامل، بعاطفةٍ أعادت لذاكرتها لحظات حملها الأول، وحنو زوجها وتلبيته لطغيان وحمها بدلالٍ قل نضيره، وفجاءةة قال أخوها، انظري أليس هذا زوجك ؟
شعرت برجفة هزت وجدانها، أرادت ان تصرخ، إلا أن الصدمة  ألجمتها وهي ترى زوجها مع أخرى ثم استجمعت قواها و صاحت تناديه، ما إن سمعها حتى أصابه ما أصابها من الصدمة وأخذ يحدق فيها بجزع !
لم تكمل صديقتها القصة إلا بضحك عالٍ وهي تذكر كيف كانت زوجته الحامل تجري خائفة منها إلى السيارة، واستطردت تقول، إنّ الرجال خونة والغدر مذهبهم، وأنا ألوم كل امرأة تفني حياتها لإرضاء زوجها، هنا شعرتْ الزوجة أن كلام صديقتها يرميها بغمز.
فأجابتها بعدما أنهت حديثها، أنا ألوم ذلك الرجل على غدره، فَلَو أنه صارحها قبل زواجه بأخرى لكان أفضل للجميع، وأعتب عليك التعميم فهو آفة التفكير، وأرى أن ما تقوم به أي امرأة محبة من تفاني لزوجها فان ذلك يُشعرها بالراحة قبل زوجها، فهي بذلك تطلب المتعة لذاتها!
تعجبتْ صديقتها من فلسفة خدمة الزوج إسعاداً للنفس، فأنهت المكالمة بوداعها!
- أعجبني منطقك ياعزيزتي.
- ما قلته جانب من الحقيقة فقط يا عزيزي
- لم افهم ، هل لك ان توضحي
- كنت اعلم أنها كانت تقصدني في آخر كلامها، لعلمها بشغفي بك، وحرصي على راحتك، والذي أفعله لراحتك هو سبب سعادتي.
فادعائي الراحة المجردة لنفسي في مثل هذه الحالة يلجم الطرف الأخر، ويجعله متخبطاً بين الاستفسار والاستنكار! أما الحقيقة المطلقة فهي حبي لك بلا شرط وهو غاية سعادتي.